ما وجه الدعاء للملائكة بالرحمة مع كونها لا تعصي الله تعالى ؟  Hitskin_logo Hitskin.com

هذه مُجرَّد مُعاينة لتصميم تم اختياره من موقع Hitskin.com
تنصيب التصميم في منتداكالرجوع الى صفحة بيانات التصميم

منتدى عالم الانترنت

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى عالم الانترنت


    ما وجه الدعاء للملائكة بالرحمة مع كونها لا تعصي الله تعالى ؟

    avatar
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 2394
    نقاط : 7024
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 09/11/2012
    الموقع : https://koolsheaa.arabepro.com

    ما وجه الدعاء للملائكة بالرحمة مع كونها لا تعصي الله تعالى ؟  Empty ما وجه الدعاء للملائكة بالرحمة مع كونها لا تعصي الله تعالى ؟

    مُساهمة من طرف Admin الأربعاء فبراير 13, 2013 11:19 am

    ما وجه الدعاء للملائكة بالرحمة مع كونها لا تعصي الله تعالى ؟
    السؤال :
    أولاً : أود أن أشكركم من كل قلبي على كل ما تبذلونه فى الفتاوى ، لما لها
    من فوائد عظيمة ، لقد تمت الإجابة على أسئلة كثيرة لي على هذا الموقع ،
    وفقكم الله ، ويأجركم على ما تبذلونه من جهود .
    أمس كنت أقرأ كتاباً ممتعاً عن الملائكة وعلمت بوجود العديد منهم في
    السماوات ، قرأت سابقاً أن الملائكة ليس لديهم الإرادة الحرة ، وهم
    مخلوقات أكثر طاعة - أي : إلى الله - ثم جئت إلى التفكير في نهاية الصلاة
    ، حيث نقول " السلام عليكم " أو " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته "
    للملَك على يميننا الذي يعني السلام والرحمة من الله عليكم. وسؤالي هو :
    لماذا تحتاج الملائكة الرحمة من الله إذا كانوا خالين من الخطيئة ؟ ألا
    يعني ذلك بأنهم لن يحاسبوا من الله ؟ فلماذا يحتاجون إلى رحمة الله وهم
    بالفعل لهم رحمة الله ؟ قد قرأت في حديث حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم
    يحتاج إلى رحمة الله ليدخل الجنة ، ولكن هناك ملائكة بالفعل في الجنة .
    ثانياً : في السنَّة لماذا نقول حين التسليم من الصلاة نسلِّم على الملَك
    الموجود على اليمين " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته " في حين الملَك
    الموجود على اليسار نسلم فنقول " السلام عليكم ورحمة الله " ألأن الملك
    الذي على يسار يكتب خطايانا ؟ . آسف لو كنت أسأل كثيراً ولكن بالإضافة إلى
    ما سبق لماذا نسلِّم على الملائكة ؟ وكيف لا تكون إذا كانوا ملائكة الله ؟
    وإذا كانوا مسالمين فيريد الله أن يزيد من سلامهم وإذا لم يكونوا كذلك فلن
    يريد الله ذلك أيضاً . أشكركم على وقتكم ، وجزاكم الله خيراً .






    الجواب :
    الحمد لله
    نشكر لأخينا الفاضل اهتمامه بالموقع وحرصه على الاستفادة مما يُكتب فيه ، ونشكره
    على دقة ملاحظته وحسن سؤاله ، ولنا مع ما سأل عنه وقفات :
    الأولى :
    أن ما يقصده المصلي من السلام في نهاية صلاته ليس هو على الملائكة حصراً عليهم ،
    فبالإضافة إلى نية الخروج من الصلاة : فإن الإمام ينوي السلام على المأمومين ، وأما
    المأمومون فينوون السلام على الإمام وعلى المأمومين الذين معهم ، وأما المنفرد فإنه
    ينوي بسلامه الخروج من الصلاة والسلام على الملائكة وهما الأمران المشتركان مع
    الإمام والمأموم
    .


    ثانياً:
    اختلف العلماء في زيادة " بركاته " في التسليم في الصلاة ، وقد ذهب جمهور العلماء
    إلى التسليم بلفظ " السلام عليكم ورحمة الله " عن اليمين وعن الشمال ، وبذلك صحت
    الأحاديث الكثيرة ، وعليه أكثر أهل العلم .
    قال الترمذي – رحمه الله – بعد أن روى الحديث - : " والعمل عليه عند أكثر أهل العلم
    من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومَن بعدهم ، وهو قول سفيان الثوري وابن المبارك
    وأحمد وإسحاق " انتهى من " سنن الترمذي " ( 2 / 89 ) .
    وهناك خلاف في زيادة لفظة " وبركاته " هل هي في التلسيمتين ، أم في الثانية فحسب ،
    أم أنها غير ثابتة أصلاً ، وبكل قول قال طائفة من أهل العلم .
    ولعلك عرفت بذلك أنه لا تعلُّق لهذه الزيادة بالملَك الذي على اليمين ؛ لأن الجمهور
    لا يقولون بها أصلاً ، ومن العلماء من يصحح أحاديث ورودها في التسليمتين .


    ثالثاً:
    أما الدعاء للملائكة بالرحمة فهو أمر غير مستنكر في الشرع ، وبالتأمل في المسائل
    الآتية يتبين وجه الدعاء للملائكة بالرحمة :
    1. أن الملائكة مخلوقات ، وليس ثمة مخلوق ليس بحاجة لرحمة الله ، قد ثبت دعاء عائشة
    رضي الله عنها بالرحمة لجبريل عليه السلام وهو على رأس الملائكة .
    عن عائشة رضي الله عنها ، قالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ( هَذَا
    جِبْريلُ يَقْرَأُ عَلَيْكِ السَّلاَمُ ) قالت : قلت : وعليه السلام ورحمة الله
    وبركاته .
    رواه البخاري ( 3045 ) ومسلم ( 2447 ) .
    قال الشيخ محمد ابن عثيمين – رحمه الله - : " في هذا دليل على أن الملائكة عليهم
    الصلاة والسلام محتاجون إلى رحمة الله عز وجل وإلى أن يسلمهم الله من الآفات ،
    ولهذا قالت " وعليه السلام ورحمة الله " انتهى من " شرح صحيح البخاري " ( كتاب
    الاستئذان شريط 3 ) .
    2. أن الملائكة عباد لله تعالى ، قد أكرمهم بعبادات عظيمة ، وقد أثنى عليهم بها
    خيراً ، ولا يكون العبد عبداً لله يستحق الثناء على عبادته ، إلا أن يكون محققا
    للعبودية بأركانها الثلاثة وهي الحب والرجاء والخوف ، وقد أثبت الله تعالى ذلك
    لخاصة عبيده ومنهم الملائكة الكرام ، قال تعالى ( قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ
    زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلاَ
    تَحْوِيلاً . أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ
    الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ
    إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ) الإسراء/ 56 ، 57 .
    قال ابن القيم – رحمه الله - : " وقد جمع الله تعالى هذه المقامات الثلاثة بقوله (
    أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ
    أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ) فابتغاء الوسيلة هو
    محبته الداعية إلى التقرب إليه ، ثم ذكر بعدها الرجاء والخوف ، فهذه طريقة عبادة
    وأوليائه " انتهى من " بدائع الفوائد " ( 3 / 522 ) .
    وقال – رحمه الله – أيضاً - : " فجمع بين المقامات الثلاثة ؛ فإن ابتغاء الوسيلة
    إليه هو التقرب إليه بحبه وفعل ما يحبه ، ثم يقول ( ويرجون رحمته ويخافون عذابه )
    فذكر الحب والخوف والرجاء ، والمعنى : إن الذين تدعونهم من دون الله ، من الملائكة
    والأنبياء والصالحين ، يتقربون إلى ربهم ويخافونه ويرجونه ؛ فهم عبيده كما أنكم
    عبيده ؛ فلماذا تعبدونهم من دونه وأنتم وهم عبيد له ؟! " انتهى من " طريق الهجرتين
    " ( ص 422 ) .
    3. أن الملائكة خلق مكلَّف بالعبادة والطاعة .
    قال الشيخ عمر الأشقر – حفظه الله - : " ويمكن أن نقول : إن الملائكة ليسوا بمكلفين
    بالتكاليف نفسها التي كُلف بها أبناء آدم ، أما القول بعدم تكليفهم مطلقاً : فهو
    قول مردود ؛ فهم مأمورون بالعبادة والطاعة ( يَخَافُونَ رَبَّهُم مِنْ فَوْقِهِم
    وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) النحل/ 50 ، وفي الآية أنهم يخافون ربهم ، والخوف
    نوع من التكاليف الشرعية ، بل هو من أعلى أنواع العبودية ، كما قال فيهم ( وَهُمْ
    مِن خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ ) الأنبياء/ 28 " انتهى من " عالم الملائكة الأبرار " (
    ص 35 ) .
    4. أن ما يناله المقطوع لهم بالجنة والدرجات العُلى ليس ذلك مقابل أعمالهم وطاعاتهم
    ، بل هو بسبب رحمة الله تعالى ؛ إذ ليس هناك عمل لمخلوق يمكن أن يكون ثمناً لدخول
    الجنة ونيل الدرجات العُلى ، وإنما أعمالهم سبب لتحصيل رحمة الله التي بها يدخلون
    الجنة ويكونون من المرحومين يوم القيامة ، فاحتاج هؤلاء للدعاء لهم بالرحمة ، ومنه
    ما يكون في صلاتنا من الدعاء للنبي صلى الله عليه وسلم بالرحمة بقولنا " السَّلَامُ
    عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ".

    عن أبي هُرَيْرَةَ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ( لَنْ يُدْخِلَ أَحَداً عَمَلُهُ الْجَنَّةَ ، قَالُوا
    : وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : لَا وَلَا أَنَا إِلَّا أَنْ
    يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بِفَضْلٍ وَرَحْمَةٍ ) .
    رواه البخاري ( 5349 ) ومسلم ( 2816 ) .

    والله أعلم

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين نوفمبر 25, 2024 7:15 am