الفرق بين القيم الدينية القائمة على الحق هو القوة وبين الأمم الكافرة المعتمدة على القوة

الفرق بين القيم الدينية القائمة على الحق هو القوة وبين الأمم الكافرة المعتمدة على القوة
كل القيم الدينية بعيدة عنه، قوة باطشة ولا مكان للعدل، القوي هو المسيطر، أنت قوي فالحقُّ إذاً معك ولو سحقت الناس ودمرتهم، عندنا وفي الإسلام الحق من وحي السماء ولكنه يحتاج إلى قوة، بين أن يكون الحق هو القوة وبين أن يحتاج إلى قوة مسافة كبيرة جدا، قال: "وإنه مكتوب بين عينيه كافر، يقرؤه كل مؤمن كاتب، أو غير كاتب، وإن من فتنته، أن معه جنة ونارا "، خيرات، أموال، بلاد شاسعة، جامعات، معامل , حقول، بيوت رائعة جدا، فإذا رضيت عن إنسان أغدقت عليه أموالا لا تُعد ولا تُحصى، قرأت إحصاء أنّ ما تأكله الكلاب في أمريكا لا يأكله شعب الهند بأكمله وهم تسعمئة مليون، و سمعت هناك شيئا لا يُصدق، عملية زرع مفصل تكلف عشرة آلاف دولار تُجرى هذه العملية لكلب، هم يعطفون على الكلاب عطفاً عجيباً، ويسحقون الشعوب سحقا عجيبا، من أغلى العمليات عملية زرع سن لكلب، أطباء نفسيون للكلاب، أصاب الكلبَ كآبةٌ فهو يحتاج لطبيب نفساني، وشاهدت مقبرة للكلاب من أجمل الحدائق، حدثني طبيب أسنان فقال لي: جاءتني مريضة معها فطور عجيبة، لم أدَعْ نوعاً من أنواع الزراعة لهذه الجراثيم إلا وزرعتها ولم أعرف السبب، شددت عليها فإذا هي تعاشر كلباً في الفراش، فيبدو أن لعابه وصل إلى فمها وأنشأ معها هذا المرض، شيء لا يُصدَّق، جنته نار وناره جنة.
تجد هنا في بلادنا - الله يحميها - بيوتاً نظيفة فيها بقية أدب وأخلاق، وبقية حياء وخوف، وبقية بر للوالدين، أقول: بقايا فضلات كلها، بل بقايا وفتات، لكن حتى هذا الفتات هناك في بلادهم لا تجد منه شيئًا، مرة طرق بابي طبيب، كان هناك امتحان، إذا أخذ الإنسان شهادة عليا، دكتوراه من بلاد الغرب ولم يحصل على ثانوية من بلاده لا يُعين في وظيفة هكذا النظام قديما، ثم اكتُشف أننا خسرنا شباب وعلماء كباراً خسرناهم، أحدثوا شهادة اسمها ما يعادل الثانوية، إنسان يحمل دكتوراه له اختصاص نادر جدا يعود إلى وطنه، ويقوم بهذا الفحص الشكلي ليُعين في الجامعة أو في غيرها، كنت أصحح أوراق اللغة العربية، طرق بيتي طبيب قال لي: أنا أعمل في بريطانيا ولي دخل كبير جدا، ولكنني أرغب أن أعود إلى بلدي، قلت له: ما السبب ؟ مع أنك في بحبوحة وربما لا تجد هذا في بلدك قال: ولكني أسكن في بيت ببناية فيها أربعة طوابق بلندن، قال لي: آخر طابق , في أيام الشتاء يسكنه رجل وحده وله خمسة أولاد مات هذا الرجل الأب، وكان الفصلُ شتاءً، ولم يتفقده أحد من أبنائه منذ ستة أشهر، الأبواب محكمة والفصل بارد دون أن يتفقده أحد مِن أبنائه، عندنا إذا لم يزر الابن أباه وأمه كل يوم فتلك مشكلة، قال:" وأن معه جنة ونار".