ومضات على الطريق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ومضات على الطريق
بسم الله الرحمن الرحيم
(1)
\"هلمّ إلى ذكر الصالحين وكفانا ذكراً للطالحين\"
لقد أصبحنا في هذه الأيام نُكثر من الحديث عن أهل الباطل والفجور ونسمع كلام الدعاة إلى الفساد ونشر الفاحشة بين المسلمين ونستمتع بمعرفة أخبار اللاهين والغافلين بل ونتشوق ونتلهف إلى رؤيتهم والحديث معهم وعنهم وكأنهم ملاذنا وقرة أعيننا ولذا رأينا الكثير من أبناء المسلمين لم يعودوا يفرقوا بين الحق والباطل من كثرة رؤية أهل الباطل والحديث عنهم وعن باطلهم حتى رأوا ذلك الباطل وكأنه حقا ولذلك فإن علينا أن نعود إلى ذكر أهل الصلاح وتطييب المجالس بذكرهم بل وتحلية العين برؤيتهم إن كانوا من الأحياء، وأُبشر من يفعل ذلك بصلاح في القلب وتنزل للرحمة فلقد قال أحد العلماء : \" عند ذكر الصالحين تنزل الرحمة \" ، وقال آخر : \" ما رأيت أنفع للقلوب من ذكر الصالحين \" ، فيامن ترجوا الخير وتبتغي السعادة الحقيقية وتأمل في دخول الجنة عليك بذكر الصالحين والحديث الدائم عن سيرتهم وتعطير المجالس بأقوالهم ولتكف نفسك عن ذكر الطالحين الذين لا يرجون لك نفعاً ولا يبغون لك إلا الضلال .
(2)
\"أذكار الصباح والمساء\"
يقول الحق تبارك وتعالى : ( ياأيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيرأً) \" الأحزاب آيه41 \" ، ويروى أن النبي صلى الله عليه وسلم \"كان يذكر الله على كل أحيانه\" ، ويروى عن أحد الصالحين أنه قال : \" الذكر للقلب مثل الماء للسمك فكيف يكون حال السمك إذا فارق الماء ؟ \" ، ويروي أحد الصالحين عن صاحبه قائلاً : \" ما رأيت البويطي بعد ما فطنت له إلا رأيت شفتيه يتحركان بذكر أو قراءة \" ، ومن الأوقات التي يجب أن يحرص عليها الأنسان في ذكره لله عزوجل ما بعد صلاة الصبح حتى طلوع الشمس وما بعد صلاة العصر حتى غروب الشمس وهي ما تسمى ب \" أذكار الصباح والمساء \" ، ويستدل لها بقوله تعالى : ( واذكر ربك في نفسك تضرعاً وخُفية ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين ) \" الأعراف : 205\" قال أهل اللغة : \" الآصال\" : جمع أصيل ، وهو ما بين العصر والمغرب ، وقال تعالى : ( وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ) \" طه :130\" ، وقال تعالى : ( وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار ) \" غافر :55\" ، ويقول أحد الصالحين : \" اعلم أن أشرف أوقات الذكر في النهار الذكر بعد صلاة الصبح \" ، ويروى عن أنس ير فعه : \" لأن أقعد مع قوم يذكرون الله تعالى من صلاة الغداة حتى تطلع الشمس أحب إلي من أن أعتق أربعة من ولد إسماعيل ، ولأن أقعد مع قوم يذكرون الله من صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس أحب إلي من أعتق أربعة \" ، ولعل من يتدبر تلك الأذكار الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم ليجد من الفضائل والخير الكثير مما يرغب فيه كل إنسان يبغي الخير والسعادة في الدنيا والآخرة ولذلك فإن على المسلم أن يراعي تلك الأوقات الفاضلة فيذكر فيها ربه بما ورد عن نبيه صلى الله عليه وسلم .
(3)
إن من الشعر لحكمة !!
قال الشاعر :
إذا كنــت في نعمــة فارعها فإن المعــاصي تزيل النعــــم
وحطها بطــاعة رب العبـاد فرب العباد سريـــع النقــــــم
وإياك والظلم مهما استطعت فظلــــم العباد شديد الوخــــم
وسافر بقلبــك بيــن الورى لتبصـــــر آثار من قد ظلــــم
فتلــك مساكنهــــم بعدهـــم شهــــود عليــــه ولا تتهــــم
وما كان شيء عليهم أضر من الظلم وهو الذي قد قصم
فكم تركوا من جنان ومـن قصور وأخرى عليهم أطــــم
صلوا بالجحيم وفات النعيم وكان الذي نالهــــم كالحلــــم.
وقال الشاعر :
أترجوا أن تكون وأنت شيخ كما قد كنت أيام الشبــاب
لقد كذبتك نفسك ليس ثـوب قديم كالجديد من الثيـــاب .
(4)
\"شكر نعم الله عزوجل !!\"
يقول الأمام أحمد – رحمه الله - : \" الإيمان نصفان ، نصفه صبر ونصفه شكر \" ، ولهذا فإن حال المؤمن يتقلب بين نعمة يشكر الله عليه ، وبلاء يصبر عليه ويحتسبه عند الله فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول : \" عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير ، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن : إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له \" \"رواه مسلم\" ، فعلى المسلم أن يشكر ربه فيعترف بفضله ويرد كل نعمه إلى جوده وكرمه ، وهذا الاعتراف هو أول باب الشكر وليس نهايته فلا يكفي الاعتراف بل يجب استعمال هذه النعم في طاعة الله وألا يستعان بشيء منها على معصية الله ويستتبع ذلك التحدث بهذه النعم وظهور أثرها عليه فلقد أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يحدث بنعمة ربه : ( وأما بنعمة ربك فحدث ) \" الضحى : 11\"، وبهذا يكتمل الشكر وتتحقق ملامحه وقبل أن نختم ومضتنا نذكّر بهذين القولين :
1) قال القاسم الجنيد – رحمه الله - : \" الشكر ألا يستعان بشيء من نعم الله على معاصيه \"
2) قال الحسن البصري – رحمه الله- : \" أكثروا ذكر هذه النعم فإن ذلك شكرها بلسان الحال \" .
(5)
\"نظرة .. ونظرة\"
هناك فرق شاسع بين نظرة إلى الحرام تورث حسرة في القلب وندماً بعد الموت ونظرة إلى الحلال توجب المحبة وترفع في درجات العبد ، ولذا كان الترغيب كبيراً في غض البصر فقال تعالى : ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ومضات على الطريق
بسم الله الرحمن الرحيم
(1)
\"هلمّ إلى ذكر الصالحين وكفانا ذكراً للطالحين\"
لقد أصبحنا في هذه الأيام نُكثر من الحديث عن أهل الباطل والفجور ونسمع كلام الدعاة إلى الفساد ونشر الفاحشة بين المسلمين ونستمتع بمعرفة أخبار اللاهين والغافلين بل ونتشوق ونتلهف إلى رؤيتهم والحديث معهم وعنهم وكأنهم ملاذنا وقرة أعيننا ولذا رأينا الكثير من أبناء المسلمين لم يعودوا يفرقوا بين الحق والباطل من كثرة رؤية أهل الباطل والحديث عنهم وعن باطلهم حتى رأوا ذلك الباطل وكأنه حقا ولذلك فإن علينا أن نعود إلى ذكر أهل الصلاح وتطييب المجالس بذكرهم بل وتحلية العين برؤيتهم إن كانوا من الأحياء، وأُبشر من يفعل ذلك بصلاح في القلب وتنزل للرحمة فلقد قال أحد العلماء : \" عند ذكر الصالحين تنزل الرحمة \" ، وقال آخر : \" ما رأيت أنفع للقلوب من ذكر الصالحين \" ، فيامن ترجوا الخير وتبتغي السعادة الحقيقية وتأمل في دخول الجنة عليك بذكر الصالحين والحديث الدائم عن سيرتهم وتعطير المجالس بأقوالهم ولتكف نفسك عن ذكر الطالحين الذين لا يرجون لك نفعاً ولا يبغون لك إلا الضلال .
(2)
\"أذكار الصباح والمساء\"
يقول الحق تبارك وتعالى : ( ياأيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيرأً) \" الأحزاب آيه41 \" ، ويروى أن النبي صلى الله عليه وسلم \"كان يذكر الله على كل أحيانه\" ، ويروى عن أحد الصالحين أنه قال : \" الذكر للقلب مثل الماء للسمك فكيف يكون حال السمك إذا فارق الماء ؟ \" ، ويروي أحد الصالحين عن صاحبه قائلاً : \" ما رأيت البويطي بعد ما فطنت له إلا رأيت شفتيه يتحركان بذكر أو قراءة \" ، ومن الأوقات التي يجب أن يحرص عليها الأنسان في ذكره لله عزوجل ما بعد صلاة الصبح حتى طلوع الشمس وما بعد صلاة العصر حتى غروب الشمس وهي ما تسمى ب \" أذكار الصباح والمساء \" ، ويستدل لها بقوله تعالى : ( واذكر ربك في نفسك تضرعاً وخُفية ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين ) \" الأعراف : 205\" قال أهل اللغة : \" الآصال\" : جمع أصيل ، وهو ما بين العصر والمغرب ، وقال تعالى : ( وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ) \" طه :130\" ، وقال تعالى : ( وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار ) \" غافر :55\" ، ويقول أحد الصالحين : \" اعلم أن أشرف أوقات الذكر في النهار الذكر بعد صلاة الصبح \" ، ويروى عن أنس ير فعه : \" لأن أقعد مع قوم يذكرون الله تعالى من صلاة الغداة حتى تطلع الشمس أحب إلي من أن أعتق أربعة من ولد إسماعيل ، ولأن أقعد مع قوم يذكرون الله من صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس أحب إلي من أعتق أربعة \" ، ولعل من يتدبر تلك الأذكار الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم ليجد من الفضائل والخير الكثير مما يرغب فيه كل إنسان يبغي الخير والسعادة في الدنيا والآخرة ولذلك فإن على المسلم أن يراعي تلك الأوقات الفاضلة فيذكر فيها ربه بما ورد عن نبيه صلى الله عليه وسلم .
(3)
إن من الشعر لحكمة !!
قال الشاعر :
إذا كنــت في نعمــة فارعها فإن المعــاصي تزيل النعــــم
وحطها بطــاعة رب العبـاد فرب العباد سريـــع النقــــــم
وإياك والظلم مهما استطعت فظلــــم العباد شديد الوخــــم
وسافر بقلبــك بيــن الورى لتبصـــــر آثار من قد ظلــــم
فتلــك مساكنهــــم بعدهـــم شهــــود عليــــه ولا تتهــــم
وما كان شيء عليهم أضر من الظلم وهو الذي قد قصم
فكم تركوا من جنان ومـن قصور وأخرى عليهم أطــــم
صلوا بالجحيم وفات النعيم وكان الذي نالهــــم كالحلــــم.
وقال الشاعر :
أترجوا أن تكون وأنت شيخ كما قد كنت أيام الشبــاب
لقد كذبتك نفسك ليس ثـوب قديم كالجديد من الثيـــاب .
(4)
\"شكر نعم الله عزوجل !!\"
يقول الأمام أحمد – رحمه الله - : \" الإيمان نصفان ، نصفه صبر ونصفه شكر \" ، ولهذا فإن حال المؤمن يتقلب بين نعمة يشكر الله عليه ، وبلاء يصبر عليه ويحتسبه عند الله فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول : \" عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير ، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن : إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له \" \"رواه مسلم\" ، فعلى المسلم أن يشكر ربه فيعترف بفضله ويرد كل نعمه إلى جوده وكرمه ، وهذا الاعتراف هو أول باب الشكر وليس نهايته فلا يكفي الاعتراف بل يجب استعمال هذه النعم في طاعة الله وألا يستعان بشيء منها على معصية الله ويستتبع ذلك التحدث بهذه النعم وظهور أثرها عليه فلقد أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يحدث بنعمة ربه : ( وأما بنعمة ربك فحدث ) \" الضحى : 11\"، وبهذا يكتمل الشكر وتتحقق ملامحه وقبل أن نختم ومضتنا نذكّر بهذين القولين :
1) قال القاسم الجنيد – رحمه الله - : \" الشكر ألا يستعان بشيء من نعم الله على معاصيه \"
2) قال الحسن البصري – رحمه الله- : \" أكثروا ذكر هذه النعم فإن ذلك شكرها بلسان الحال \" .
(5)
\"نظرة .. ونظرة\"
هناك فرق شاسع بين نظرة إلى الحرام تورث حسرة في القلب وندماً بعد الموت ونظرة إلى الحلال توجب المحبة وترفع في درجات العبد ، ولذا كان الترغيب كبيراً في غض البصر فقال تعالى : ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير