عمى الألوان
ما أكثر نعم الله على الإنسان وما أعظمها ، تلك النعم التي لا تٌعد ولا تُحصى ، ومن هذه النعم .. الحواس الخمس .. والتي لولاها ما استطاع الإنسان أن يتكيف مع البيئة التي يعيش فيها ، ومن هذه الحواس حاسة البصر التي بها يستطيع الإنسان التجول والتدبر في ملكوت ا لله سبحانه وتعالى ، حتى لو أصيب البصر بمرض يعوق الرؤية ..... فلا يجب أن يقف الإنسان عاجزا دون التدبر والتعرف على ما يدور حوله ،
فقد قال الله تعالى في كتابه الحكيم: [ (فّإنَّهّا لا تّعًمّى الأّبًصّارٍ ولّكٌن تّعًمّى القٍلٍوبٍ التٌي فٌي الصٍدٍورٌ} [الحج: 46 ، وكما أنزل الله تعالى الابتلاء للإنسان ليختبره في إيمانه وصبره ، أوجد في المقابل له الدواء ، فما من داء إلا وله دواء .
ومن أمراض العيون مرض عمى الألوان : عدم القدرة على التمييز بين بعض الألوان أو كلها والتي يستطيع أن يميزها الآخرون و يحدث نتيجة لعامل الوراثة أو نتيجة لخلل في العصب البصري أو الدماغ أو بسبب التعرض لبعض المواد الكيماوية.
أنواع عمى الألوان
أن لعمى الألوان نوعان هما :
عمى ألوان أحادي اللون : وفيه يرى الشخص العالم بلونين هما الأبيض والأسود .
أما النوع الثاني فهو عمى ألوان ثنائي اللون : وفيه يكون الشخص غير قادر على تمييز ألوان معينة.. كأن لا يستطيع التمييز بين الأخضر والأحمر.او الاصفر والبرتقالي.
أسباب عمى الألوان
أن للعامل الوراثي النصيب الأكبر في الاصابه بعمى الألوان إلا أن هناك عوامل أخرى تؤثر في شبكية العين وتساعد في الإصابة بعمى الألوان كالالتهاب الحاد أو المزمن للعصب البصري أو أحد الأمراض التي تصيب الماقوله وهى مركز الشبكية ، فشبكية العين تحتوى على نوعين من الخلايا الحساسة للضوء : الخلايا العصوية ( فعالة في الضوء الخافت) , والخلايا المخروطية
( فعالة في ضوء النهار ويحدث مرض عمى الألوان نتيجة خلل في المخاريط الموجودة في شبكية العين ، فشبكية العين للإنسان الطبيعي بها ثلاث مخاريط من الداخل وهى المخاريط الخضراء والمخاريط الحمراء والمخاريط الصفراء وفي داخل كل مخروط هناك صبغات محددة وظيفتها امتصاص الضوء المنعكس من على الأجسام ومن ثم إدراك الألوان ، في حالة العمى الثنائي يكون هناك خلل في أحد المخاريط سواء الخضراء أو الحمراء أو الصفراء.. أما في الإنسان العادي والذي يتمتع بالرؤية ثلاثية الألوان.. فإن جميع المخاريط في شبكية العين تكون سليمة وجاهزة للعمل
التشخيص
وعن كيفية تشخيص عمى الألوان : يعد اختبار ايشيهارا للألوان هو الأساس في التشخيص وهو عبارة عن كتاب يحتوى على عدة أرقام ذات ألوان مختلفة تعرض على المريض لقرائنها ، و تكون واضحة الرؤيا وبشكل طبيعي للإنسان السليم أما الشخص المصاب بعمى الألوان فلا يستطيع التمييز بينها ، إلا أن هناك انتقاد لاختبار إيشيهارا هو أنه يحتوي أرقاما ، قد لا يستطيع الأطفال الصغار قراءتها خصوصًا الذين لم يكونوا قد تعلموا القراءة والكتابة بعد .
العلاج
لا يوجد حتى الآن علاج محدد لعمى الألوان ولكن هناك عدسات لاصقه قد تفيد في بعض الحالات ولا تفيد هذه العدسات إلا في الحالات التي أصيبت نتيجة مرض وليس نتيجة العامل الوراثي .
نصائح عامه لمريض عمى الألوان
وهى أنه في حالة وجود ضرورة لقيادة السيارة فإنه يتوجب على مريض عمى الألوان أن يتدرب جيداً على أماكن علامات إشارة المرور ( الأحمر – الأصفر – الأخضر ) بحيث يستطيع تحديد اماكنها علوية أو سفليه أو في الوسط ويستطيع تحديد وقت تغيرها وعلى هذا الأساس يستطيع تجنب العواقب الجسيمة التي قد تحدث نتيجة تجاوزه إشارة المرور.