من عرف خطورة الحياة يعمل ليلاً نهاراً ليكسب عملاً صالحاً يرفع مقامه عند الله
الإنسان إذا عرف خطورة الحياة لا ينام الليل, يعمل ليلاً نهاراً ليكسب أعمالاً صالحة ترفع مقامه عند الله في الجنة, لا يوجد بالإيمان شيخوخة أبداً, يتعب جسمه, يصعد على الدرج بصعوبة, أما نفسه فشابة, الشباب بالمؤمن دائم, نفسه شابة, لأن هدفه كبير جداً؛ مهما بذل من جهد, مهما سهر من ليل, مهما أنفق من مال, يجد هذا العمل لا شيء أمام عطاء الله عز وجل, وأمام ما أعدّ له في الجنة من نعيم مقيم.
فلذلك الإنسان إذا كان بأي سن؛ كان بالأربعين, بالخمسين, بالستين, إذا كان له سير إلى الله عز وجل, يلاحظ إنساناً من سنه لكنه شارد, تجلس معه تجده فارغاً, ليس عنده عمل, كل شيء مارسه ملّ منه, تجده يملؤك يأساً, يملؤك مللاً, يملؤك ضجراً, لأنه ليس له هدف, إنسان بلا هدف, إنسان يقول لك: أمضي وقت, الوقت صار عليه عبء.
المؤمن لا يجد دقيقة, لا يجد خمس دقائق, لا يجد ساعة, هو في شباب دائم, أما ما دام هدفك أكبر من طاقاتك فأنت في شباب, حينما تستوعب نفسك أهدافك؛ بدأ الملل, وبدأ السام, وبدأ الضجر.
معقول إنسان يجلس على كرسي خيزران بقهوة عشر ساعات, يلعب بالطاولة, وعنده زوجة, وأهل, وأولاد!! يقرأ موضوعاً, يقرأ كتاباً, يقرأ القرآن, يحضر مجلس علم, يجلس مع أخوانه, يحدثهم عن الله عز وجل, اثنتا عشرة ساعة, ملل مخيف.