النتائج البرَّاقة لمن يجلس في بيت من بيوت الله يقرأ القرآن و يتدارسه
(( من سلك طريقا يلتمس فيه العلم سهل الله له إلى الجنة طريقاً، و ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتعاطون كتاب الله و يتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة و حفتهم الملائكة, و غشيتهم الرحمة، و ذكرهم الله فيمن عنده))
أربع نتائج برَّاقة لمن يجلس في بيت من بيوت الله, يقرأ القرآن, أو يتدارس تفسيره, فأي لقاء في أي بيت من بيوت الله بقصد فهم كتاب الله؛ تلاوته, قراءته, فهمه, معرفة أحكامه, فهذا نشاط يعد من أرقى النشاطات.
الآن: (إلا حفتهم الملائكة): الإنسان بين وسوسة شيطان وبين إلهام ملك, فالمنقطع عن الله خاضع لوسوسة الشيطان, والشيطان يغريه بالدنيا, يغريه بالمعصية, يغريه بأكل حقوق الآخرين, يغريه بالانغماس في المعاصي والآثام, والملك يغريه بطاعة الله, يغريه بالعمل الصالح, يغريه بإنفاق المال.
فأول صفة من صفات طلاب العلم بالمساجد أن الملائكة تحفهم, كان الشيطان يوسوس لهم, صار الملك يلهمهم, أي أنت معك إلهامات ملائكية, أنت عندك إرشاد من الملائكة؛ يا عبد الله افعل, يا عبد الله أنفق, يا عبد الله اطلب العلم.
(إلا حفتهم الملائكة, ونزلت عليهم السكينة): السكينة, الراحة النفسية, النفس تسكن لها, ضمن النفس مشاعر, مشاعر القلق, مشاعر الخوف, مشاعر الغضب, مشاعر السخط, هذه المشاعر أكثرها مشق, وبعضها مسعد, مشاعر الأمن, مشاعر السكينة, مشاعر الرضا عن الله عز وجل.
فمن لوازم حضور مجالس العلم أن مشاعر الإنسان تسمو؛ كان في قلق, صار في سكينة, كان في اضطراب, صار في هدوء, كان في حيرة, صار في استقرار, كان في سخط, صار في رضا.
(ونزلت عليهم السكينة, وغشيتهم الرحمة): السكينة؛ هدوء و استقرار, الرحمة شيء مسعد يُلقى في قلب الإنسان.
(وذكرهم الله فيمن عنده): الله عز وجل يرفع قدر هذا الإنسان, الإنسان بفطرته عنده ميل إلى الطعام, والشراب, و عنده ميل إلى الطرف الآخر, و عنده ميل إلى بقاء الذكر, العلو, هذا سموه تأكيد الذات, كل إنسان بعدما يأكل, وبعدما يقضي وطره من الطرف الآخر, وبعدما يشبع, وبعدما يتزوج عنده هدف ثالث, يكون ذا أهمية في المجتمع, يكون علماً, يكون لامعاً, يكون مشهوراً, يكون له قيمته, يكون له وزنه, هذه المشاعر يسمونها شعور تأكيد الذات, أو الشعور بالأهمية, هذه محققة بالمؤمن, لكن من طريق مشروع.