الله لا يحده زمان ولا مكان ولا تحيز لشخص دون آخر
حينما تتوهم أو تظن أن الله عز وجل معك دائماً وليس مع غيرك هذا التوهم باطل, الله عز وجل مع أي إنسان في الأرض فإنسان ساكن في آلاسكا, وثانٍ في الأرجنتين, وثالث في أستراليا, ورابع في الغابات, وهل هو مع الإنسان فقط بل مع الحيوانات كلها لا تُقتل البهائم بغفلة ؟ صياد في غابة يطلق بندقيته يموت هذا العصفور بالذات, هذا العصفور بالذات موته بقضاء وقدر, وكذلك النبات وحركات الأحياء الدقيقة في باطن التربة كلها بعلمه وتقديره.
﴿ إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً ﴾
(سورة فاطر الآية: 41)
فإذا تفكر الإنسان كيف أن الله سبحانه وتعالى مع كل مخلوق سميع لقوله، عليم بحاله، ناظر لنفسه، مطلع على قلبه، يعلم سره وما يخفى عنه ذلكم الله رب العالمين ؟
﴿ وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴾
(سورة الشورى الآية: 10)
هذا هو الذي يستحق العبادة وحده لا معبود سواه، لا معبود إلا الله، ليس في الكون جهة تستحق أن تعبدها وأن تفني عمرك من أجلها, وأن تمضي شبابك كله في طاعته إلا الله سبحانه وتعالى، لذلك أندم الناس من باع أخرته بدنيا غيره فهو خاسر,
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إلا وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ "
( ورد في الأثر )
في الدرس القادم وفيما بعد مقبلون على تعلم أسماء الله الحسنى فهل نذكرها فقط ؟ ليس هذا هو المقصود، فأمر الله سبحانه وتعالى أسمى من ذلك أسمى من أن يكون أمراً لفظياً أو ذكراً أجوف لا معنى له, ولكن المقصود أن تعرف حقيقة هذه الأسماء، وعلامَ تدل ؟ وما معنى قولك: الله رحيم ؟ وما معنى قولك: الله رحمن ؟ وما الفرق بين أن يكون الله رحمن أو رحيماً ؟ وما معنى المانع الجامع، والضار النافع، والخافض الرافع, والمعز المذل ؟ هذه كلها أسماء لله سبحانه وتعالى حسنى في خمس آيات في كتاب الله, فأسماؤه حسنى وصفاته فضلى.