■■ كرة القدم تعصى على التوقعات وتتجاوز المواقف الصعبة ، لم يستطع الأهلي أن يحقق الفوز على الترجي التونسي في مباراة الذهاب بالاسكندرية التي إنتهت بالتعادل 1/1، ولكنه آمن بفرصته في الفوز والتفوق خارج دياره على المنافس القوي وكان عند مستوى التحدي في مباراة خارج التوقعات ففازبالمباراة 2/1 وعاد إلى القاهرة بأغلى لقب له في كأس دوري أبطال افريقيا ، وهو سابع ألقابه ليعزز رقمه القياسي في القارة السمراء.

■■ قلت عقب مباراة الذهاب بالإسكندرية،" أن فرص الترجي أكبر في الاحتفاظ باللقب عبر مباراة الإياب التي ستقام بملعبه في رادس ، ولكن أمل الأهلي لايزال قائما .وقلت أيضا أن النسبة 60% للترجي مقابل 40% للأهلي ، وأشرت أيضا إلى أن تحول هذه النسبة إلى 100% لصالح فريق على أرض الملعب ، يتوقف على عوامل كثيرة منها التوفيق والإنضباط التكتيكي والتحلي بإرادة الفوز حتى صافرة النهاية ، وأشدت في نفس المقال بتصريحات المدربين الصديقين عقب المباراة ، فنبيل معلول مدرب الترجي لم يسرف في تفاؤله رغم أفضلية موقفه وإنما أكد صعوبة المباراة ، وحسام البدري يتمسك بالأمل وإمكانية حسم اللقب في تونس."

■■ وفي مباراة اليوم قلب الأهلي النسبة لصالحه وإستحق الفوز في المباراة ، لأن الفريق تحلى بإرادة الفوز وتمسك بفرصته في التغلب على منافسه االكبير في عقر داره ووسط جماهيره ، كما لعب الفريق بإنضباط وتنظيم تكتيكي رائع ، نجح من خلاله في السيطرة على المباراة طوال الوقت والإستحواذ على الكرة بحسن انتشاره وإحتلاله لمنطقة الوسط وتشتيت أذهان منافسيه ، الذين وجدوا الأهلي مسيطروا ومهاجماً من البداية ، فإكتفوا بأن يكونوا رد الفعل وبقوا تحت ضغط منافسهم ، ولما دخل الهدف الأهلاوي الأول ،أرتبك لاعبو الترجي و لم يتمكنوا من العودة .

■■ وبالنسبة للمدربين ، فقد تفوق حسام البدري بكل المعايير على المحنك نبيل معلول ، فقد تمسك بالامل وآمن بإمكانية حسمه اللقب في تونس ، وفي المقابل أسرف معلول في تصوره لصعوبة المباراة ، فلعب بتحفظ مبالغ فيه ، إنعكس على لاعبيه الذين تراجعت ثقتهم ، ولم يكونوا على المستوى الفردي والجماعي طوال المباراة في قامة منافسيهم في الاهلي ماعدا المهاجم الكاميروني نيانج .

■■ يستحق البدري كل التهنئة، حيث عرف طريقة التعامل مع المباراة والمنافس، وأبدع في خطته وأحسن قراءة المباراة وإدراتها بشكل نموذجي إستغل فيه تحفز لاعبيه وجاهزيتهم، وتمكن بتطبيق مبدأ المرونة التكتيكية من السيطرة على الفريق المنافس والتصدي لأفكاره، وتطوير الأداء بحسب المواقف وإستغلال البدلاء وخاصة الأسمر دومينيك .. وأخطأ معلول بإصراره على إشراك يوسف المساكني وعدم قدرته على إستعادة خط الوسط والمناورة ولم يتمكن من تغيير خطته واللعب بأوراق بديلة تعيده إلى المباراة .. وأفضل ما في شخصية معلول إعترافه بعد المباراة بجدارة الاهلي بالفوز وأن فريقه كان خارج الخدمة .

■■ إستحق الأهلي الفوز وكان جديراً به ، وهو بالتأكيد أهم ألقابه السبعة ، لإنه جاء في ظروف بالغة الصعوبة والحساسية في الكرة المصرية المتوقفة محليا ، وفي ظل الأزمات المتلاحقة عقب مجزرة بورسعيد وتوابعها بما فيها أزماته مع مشجعيه من الالتراس ، وهو لقب سيهديه اللاعبون والإدارة لشهداءه في بورسعيد ، ولعلها تكون نقطة تحول في الإداره الأهلوية في التضامن بجدية مع جمهوره في كل المواقف وتصحيح أحطائه في متابعة قضية ضحايا مجزرة بورسعيد.

■■ أخيرا، فإن الروح الرياضية لفريق الترجي وجهازه الفني وجمهوره مع الاهلي ، قبل وخلال وبعد المباراة تستحق الإشادة والتقدير، وهذا ماحدث أيضا في الاسكندرية للترجي من الاهلي وجمهوره وهذه مرحلة جديدة على الكرة العربية خاصة بين الأشقاء في شمال افريقيا ولعل هذا الوعي وتلك الروح من توابع الربيع العربي .

شكرا على موضوعك الرائع