الأحلام والأمنيات
هناك من يحلم وهو نائم، يكتفي بالأمنيات، ويهرب بها من واقعه.. وهناك من يحلم فيحول أحلامه أهدافاً ويسعى لتحقيقها!
حتى بدعواتنا، بيقيننا بالله وبالإجابة.. هناك من يتواكل ويعتقد السماء تمطر ذهباً وفضة، ويكتفي بالبكاء والعويل والندب على واقعه.. وهناك من يسعى ويعمل ويتوكل على الله حسن توكله، ويلجأ له بصدق وهو يثق بإجابته وحكمته.
هناك من يعيش دور الضحية، وينتظر ممن حوله أن يتغيروا ليسعد.. فيدعو الله أن يكفيه شرهم، ويعوضه عنهم، وربما يدعو عليهم.. لكنه لا يبادر ولا يشعر بأدنى مسؤولية عما يمر به، ويعجز عن رؤية الحكمة خلفه، وقد يداخل قلبه سخط وتذمر، وجسده مرض وإنهاك!
وهناك من يشعر أن الله يبتليه لحكمة، وأنه كلما ازداد البلاء كلما استخلص من نفسه أجود ما فيها، وكلما ازدادت خبرته، وصقل قلبه، وازداد إيمانه..
كل منا بيده الاختيار، إما أن يستفيد مما يمر به، فيضيف إليه ويكتسب منه الخبرة والنفع.. وإما أن يعيش دور الضحية، فيستجر الآلام، ويستجلب اليأس، ويخسر الأصحاب، ويقع بالأزمات تلو الأزمات.. فلا يكفيه ضيق البلاء، يضيف عليه ضيق الصدر وقلة الإيمان، وتوقع الأسوأ!
إياكم أن تكونوا من ذلك النوع، الذي يستجلب الأحزان، ويمتص الآلام، وينشر الإحباط، ويشيع القنوط واليأس بالقلوب..
بل كونوا شمساً وضياء، وانشروا الحب بكل أشكاله.. انشروا حب الله واليقين أن ما من شيء كتبه الله لنا إلا وبه خير وحكمة مهما جهلناها..
كونوا معادن أصيلة، لا تزيدها الطرقات إلا تألقاً، ولا تحرقها النيران بل تشكلها.. واختاروا أشكالكم التي تفخرون بها. اختاروا أحلامكم لتكون خلاصة رحلتكم على الأرض، وابحثوا عن طرق تحقيقها لتصبح واقعاً يتحقق، وأملاً يتنفس، وصبحاً يشرق..