عملية .. بدر .. قد تؤدي الى انعدام الرؤية!
أربع مراحل لعلاج القرنية المخروطية تعتمد على مدى ضعف البصر وشدة التحدب ومقدار العيوب الانكسارية
عملية (بدر) قد تؤدي الى انعدام الرؤية!
حلقة كاملة للقرنية (مايو رينق) للقرنيات شديدة التحدب
القرنية المخروطية هي النسيج الشفاف الأمامي للعين، ولكي تكون الرؤية سليمة لابد ان تكون القرنية ذات تحدب منتظم في جميع أجزائها وأن تكون سليمة من أي عتامات أو تشوهات خلقية أو طارئة وعندما يزداد تحدب القرنية إلى الأمام لأي سبب كان فإنها تسمى قرنية مخروطية. وقد تحدثنا كذلك عن أسباب حدوث القرنية المخروطية وأيضا تشخيص القرنية المخروطية. أما طرق العلاج فأشرنا الى ان هناك أربع مراحل لعلاج القرنية المخروطية وتعتمد هذه المراحل على مدى ضعف البصر وشدة التحدب ومقدار العيوب الإنكسارية المصاحبة لكل حالة.
صورة لزراعة جزئية للقرنية ويلاحظ وجود غرز يتم إزالتها بعد عدة أشهر من العملية
المرحلة الأولى:-
الحالات البسيطة والتي لا تتعدى وجود إنحراف بسيط في حدة الإبصار مع عدم وجود تغيرات شديدة في طبوغرافية القرنية. وينصح هؤلاء الأشخاص باستعمال النظارات الطبية او العدسات اللاصقة اللينة العادية او من نوع (تورك) لمن يعانون من استجماتيزم عال نسبيا. ويتم فحص هؤلاء الأشخاص دوريا كل (6 – 12) شهرا للتأكد من عدم تزايد تحدب القرنية مع مرور الوقت، وفي حال تزايد التحدب مع مرور الوقت فإنه ينصح باستخدام العلاج الضوئي للقرنية (Cross Linking) والذي ثبت علميا بأنه يقوم بتقوية تماسك أنسجة القرنية والذي بدوره يقلل من استمرار وتزايد تحدب القرنية مع مرور الوقت.
عمليات العلاج الضوئي (Cross Linking):-
كيفية تسليط الضوء على العين في العلاج
هذا النوع من العلاج يستخدم بشكل كبير في علاج العظام والأسنان وقد طوره أحد أساتذة طب العيون وهو البروفيسور ثيوسيلور من سويسرا منذ حوالي 4 -5 سنوات الماضية لكي يستخدم في تقوية أنسجة القرنية وتتلخص فكرة العلاج الضوئي بتسليط ضوء فوق بنفسجي (بكثافة معينة) لمدة لا تتجاوز (30 دقيقة) بعد تشبيع أنسجة القرنية بفيتامين B2 (ب2) والذي بدوره يزيد من إمتصاص الضوء الساقط على القرنية ومن ثم يزيد من تضاعف الروابط بين الخلايا المتوازية للقرنية، وهذا العلاج يعتبر علاجا آمنا تماما على العين وليس له أي مضاعفات تذكر على القرنية وعلى أجزاء العين الأخرى عند إجرائه بالطريقة الصحيحة وتحت إشراف طبي متخصص.
خطوات إجراء العلاج الضوئي ويلاحظ أسفل الصورة رسم توضيحي لزيادة الروابط بين أنسجة القرنية بعد العلاج الضوئي بعدة شهور
المرحلة الثانية:-
الحالات المتوسطة والتي لا تتحسن الرؤية عند إستخدام النظارات الطبية او العدسات اللاصقة اللينة وذلك بسبب وجود إستجماتزم (إنحراف) غير منتظم لسطح القرنية، وفي هذه الحالات ينصح بإجراء العلاج الضوئي للقرنية لتثبيت وتقوية أنسجة القرنية وبعد إجراء العلاج الضوئي بقرابة الشهر تعطى عدسات لاصقة صلبة لتعديل الإستجماتزم (الإنحراف) وتصحيح العيوب الإنكسارية المصاحبة. ويتوقع ثبات في الرؤية مع إحتمال تحسن بسيط في الرؤية مع مرور الوقت في مدة لا تقل عن ستة أشهر الى تسعة أشهر من إجراء العلاج الضوئي للقرنية.
المرحلة الثالثة:-
الحالات المتقدمة (الشديدة التحدب) وفي هذه الحالات يكون تحدب القرنية شديدا وفي الغالب مصاحب بإسترهاف لسماكة القرنية وإنبعاج للسطح الداخلي للقرنية إلى الأمام، وفي هذه الحالات لا يستفيد الشخص من العدسات الصلبة بالشكل المطلوب وينصح الأشخاص بإجراء عمليات زرع الحلقات داخل القرنية والتي بدورها تقلل من درجة التحدب في سطح القرنية وتحسن من درجة الإستجماتزم غير المنتظم مما يجعل استخدام العدسات اللاصقة الصلبة أو اللينة أو النظارات الطبية ممكنا بعد العملية. وقد يستغنى الشخص تماما عن إستخدام أي من المساعدات البصرية بعد زراعة الحلقات، وقد يحتاج الشخص الى علاج ضوئي مصاحب لزراعة الحلقات مما قد يساعد في تقوية وتثبيت أنسجة القرنية بعد عملية زراعة الحلقات.
المرحلة الرابعة:-
وهي الحالات المتقدمة جدا والتي يكون التحدب شديدا جدا ومصاحبا في أغلب الحالات بعتامات وإسترهاف شديد في وسط القرنية وفي هذه الحالات لا تصلح أي من العلاجات السابقة وينصح في هذه الحالات بإجراء زراعة جزئية أو كاملة للقرنية ويتحدد نوع عملية الزراعة (الترقيع) للقرنية حسب جودة الجزء الخلفي للقرنية وحسب كثافة العتامات المصاحبة للمرض فإذا كانت القرنية لا تزال صافية والسطح الداخلي للقرنية جيد فإن الزراعة الجزئية ( Lamellar ) تكون الأفضل خصوصا أن احتمالات رفض النسيج المزروع تكون أقل وشبه معدومة في الزراعة الجزئية الأمامية للقرنية.
أما إذا كان هناك عتامات شديدة وضعف بالسطح الداخلي للقرنية فإن الزراعة الكاملة للقرنية تكون هي الحل الأمثل. وفي كل تلك الحالات فإن زراعة القرنية الجزئية او الكلية لا تغني عن استخدام النظارات الطبية بعد تلك العمليات، وإنما كان دور عمليات الترقيع من أجل تمكين الشخص من الرؤية الجيدة باستخدام أي من طرق تصحيح البصر بالنظارات الطبية او العدسات اللاصقة اللينة او الصلبة بعد العمليات والتي لم تكن تجدي شيئا قبل تلك العمليات، والله الموفق.
والجدير بالذكر أن هناك أنواعا من العلاجات التي تذكر ولم يثبت علميا جدواها في علاج وتحسن النظر على المدى البعيد ولا زالت تحتاج الى دراسات علمية دقيقة مثل العلاج بالليزر السطحي بالإضافة الى العلاج الضوئي ومنها زراعة عدسات خاصة (تورك) داخل العين ومنها ما ثبت وجود سلبيات كبيرة لتلك العمليات التي يدعى أصحابها أنها تعالج القرنية المخروطية بما يسمى بعملية (بدر) والتي يجريها أحد الأطباء في إحدى الدول المجاورة ولم تثبت هذه العملية أي تحسن على المدى البعيد وقد يحس بعض الأشخاص ببعض التحسن في أول الأمر إلا أن الوضع يسؤ شيئا فشيأ حتى تصبح الرؤية شبه منعدمة ولا يمكن إجراء أي من العلاجات السابقة الذكر لمن تجرى لهم هذه العملية التي يجب الحذر من إجرائها.