علاج العجب
الحمد لله رب العالمين حمداً كثيراًطيباً مباركاً فيه، و أشهد ألا إله إلا إلا الله وحده لا شريك له، و أشهد أنمحمداً عبده و رسوله، أما بعد:
في هذا اللقاء سوف نتكلم عن مرض خطير، هذا المرضاُبتلي به بعض الصالحين و المُصلحين، و هذا المرض قد يُبتلى به العلماء و الفقهاءو المحدثون و الدعاة و المجاهدون و العباد، و قد يُبتلى به كثيرٌ من الناس سواءاًكان من أهل الدنيا أو من أهل الآخرة، من خطورة هذا المرض أن الإنسان قد يُبتلى بهو هو لا يشعر، و هنا تكمن الخطورة، فأمراض الأبدان عندما يصاب بها الإنسان يشعربالألم و يحس بالعذاب، مثل: أن يصاب بالصداع أو يصاب بآلام في بطنه، فسرعان مايشعر أنه توجد مشكلة في الجسد، لكن مشكلة أمراض القلوب بعض الناس يُبتلى بها و هولا يشعر، فقد يُبتلى بالنفاق و قد يُبتلى بالكِبر و قد يُبتلى بأمراض كثيرة جداً،حتى أن الإمام النووي -رحمهُ الله- عندما شرح "الأربعين النووية" قال:"أن أمراض القلوب تصل إلى أربعين مرضاً".
ما هو هذا المرض الخطير؟
هذا المرض الخطير هو "مرض العجْب"، أي:أن الإنسان يرى أنه أفضل من غيره، و أنه عنده أشياء ليست عند غيره، و أنه توصل إلىأمور لم يتوصل إليها غيره، و عنده من الذكاء و الفطنة و الفراسة و عنده من الأسلوبو المنطق ما ليس عند غيره، و ينظر إلى بقية الناس نظرة الازدراء و الاستحقار والتنقص، و لقد كان سلفنا الصالح -رضوان الله عليهم- يهتمون اِهتماماً عظيماً وكبيراً بقضية أعمال القلوب أكثر من اهتمامهم بأعمال الأبدان، بعكسنا نحن نهتمبأعمال الأبدان أكثر من اهتمامنا بأعمال القلوب، و ربنا جل في علاه إنما ينظر إلىقلبك، قال النبي -صلى الله عليه و سلم-: "إنالله لا ينظر إلى صوركم ولا أموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم و أعمالكم".
الفضيل بن عياض -رضي الله عنه- يوصي سفيان وصيةعجيبة ما أحوجنا إلى أن نقف معها وقفة تأمل و تدبر و بالذات للمدرسين و الوعاظ والعلماء و الدعاة و المفتين، قال: "لئن كنت ترى أن أحداً في هذا المسجد دونكفلقد اُبتليت ببلاءٍ عظيم"، فيا أخي طالب العلم و يأيها الداعية إلى الله،ماذا ترى في قلبك؟
و ما هو الذي يخطر في قلبك عندما تدخل إلى المسجدتريد أن تلقي خطبة أو محاضرة أو أن تفتي أو أن تقيم دورة شرعية؟ وهل ترى أنك أفضلمن في هذا المسجد أو أعلم من في هذا المسجد أو أفقه من في هذا المسجد أو خير من فيهذا المسجد؟
فإن كنت تظن مثل هذا الأمر فاعلم أنك على خطرٍعظيم، فينبغي أن نحاسب أنفسنا، و نحاسب خطرات قلوبنا، و ينبغي أن نكون شديدين معأنفسنا، فالمشكلة التي نعيشها أننا شديدون مع الناس، و نشدد عليهم في المحاسبة،لكن هل نشدد على أنفسنا و على قلوبنا في المحاسبة؟
هناك مرض مُبتلى به بعض أهل العلم وهو أنه إذا جاءهسائلٌ يسأله، و كان هذا السائل ليس من أهل البلد [كأن يكون] من الوافدين العمال (يعرف من شكله، و من لباسه، و من هيأته)،فتجد هذا الشيخ أو هذا المفتي لا يعطيه وجهاً، و لا يعطيه اهتماماً، و لا يعطيهشيئاً من وقته، لكن إذا كان هذا السائل من أهل البلد، و لباسه و هيأته تدل على أنله مكانة اِجتماعية، فتجده يعطيه من وقته، و يعطيه وجهاً (كما يقال في اللهجةالعامية)، و يعطيه اهتماماً كبيراً.
النبي -صلى الله عليه و سلم- كانت تأتيه الجارية منأهل المدينة، فتأخذ بيده فيقضي حاجتها، و كان -عليه الصلاة والسلام- يَمُرُ علىالصبيان و يسلم عليهم.
أعود و أقول أحبابي الكرام، كان السلف -رضي اللهعنهم- يدققون في قلوبهم، قال بعض السلف: و الله ما دخلت مجلساً فأرى نفسي -في هذا المجلس- أني أصغرهم إلا و خرجت و قد كنت أعلاهم، و لادخلت مجلساً أرى نفسي أني أعلاهم إلا و خرجت و قد وضعني الله أدناهم.
و هذا جميل يا أحبابي الكرام، أن الإنسان دائماًيدقق في تصرفات قلبه، و في خواطر قلبه، و هذا مفيد و نافع للعلماء والمشهورين والمربين و الدعاة، عندما يدخل في مجلس، فهذا يقبل رأسه، و هذا يقبل يديه، و الرُكَبُتُثنَى حوله، و يجد الاحترام و التقدير و التقديس، فما هو شعورك في هذه اللحظة؟ هلترى أنك من أعلى الناس، و من أفضلهم، و من أتقاهم، و من خيرهم؟ فنقول هنا: قد رسبتفي الامتحان، فهنا قد يكون في قلبك شيءٌ من المرض، فينبغي أن تتوب إلى الله، و أنتحرص على نفسك، و تحذر من نفسك كل الحذر.
كان العلماء -رحمهم الله- يكثرون من الوصيةبالتواضع، وقالوا: العلم أوله طفرةٌ و غرور، و آخره خشية و انكسار بين يدي اللهسبحانه و تعالى، مطرف بن عبد الله يقول: "لأن أبيت نائماً و أصبح نادماً أحبإلي من أبيت قائماً و أصبح مُعجباً"، و قال مسروق: "كفى بالمرء علماً أنيخشى الله تعالى، و كفى بالمرء جهلاً أن يُعجب بعمله"، و لهذا قال بعض السلف:إن العبد ليعمل السيئة فيدخل بها الجنة، و يعمل الحسنة فيدخل بها النار، قالوا:كيف ذلك؟ قالوا: يعمل الخطيئة فلا تزال الخطيئة نصب عينيه، كلما تذكرها اِستغفرالله، و ندم، و تاب إلى الله، ورجع إلى الله، و عمل الأعمال الصالحة التي تكفر هذهالخطيئة؛ فيكون ذلك سبباً له في دخول الجنة، و الآخر قد يكون العبد يعمل الحسنة ويدخل بها النار؛لأنه لا يزال يجعل هذه الحسنة نصب عينيه، فيتذكر هذه الحسنة، ويُدَلي بها على ربه، و يفتخر بها، و يعلو بها على الخلق، ويطلب من الخلق أن يعظموهو أن يقدسوه و أن يجلوه من أجل هذه الحسنة، فلا تزال به هذه المعاني، حتى تدخلهإلى نار جهنم -والعياذ بالله-.
سبب هذا المرض شيئان كما ذكر ذلك الإمام ابن القيّم-رحمهُ الله- في كتابه"الفوائد":
أولاً: "نسيان الله"، فالإنسان ينسى أن الله هو الذي وفقه، و هو الذيمَنَّ عليه.
و الأمر الثاني: "رؤية النفس"، فالإنسانيرى نفسه أنه قام بهذا العمل بحوله و بقوته.
ما هو علاج العجب؟
انتبهوا يا أحبابي الكرام، سأذكر لكم أربعة وسائلمن وسائل علاج هذا المرض:
أولاً: أن يرى [أن] التوفيق من الله، و لا بد أنتكون لدينا عقيدة في قلوبنا بأن التوفيق من الله وحده لا شريك له، و أن تُقِر منأعماق قلبك و من سويداء فؤادك أن ما تقوم به من أعمال صالحة (مهما كانت كبيرة أوصغيرة)؛ فإنما هي بتوفيق الله وبرحمته و بكرمه و فضله عليك، و ليس بحولك و لاقوتك، و تتذكر قول النبي -صلى الله عليه و سلم- الذي جاء في صحيح مسلم من حديث عبدالله بن العاص، قال: "كتب اللهمقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة"، يعني: الله كتب كل شيء، فأنت في قرارةنفسك تعلم أن هذا الأمر ليس بحولك و لا قوتك، و إنما هو بتوفيق الله وبرحمته وكرمه و فضله و جوده عليّ، و هو الذي و فقني للقيام بهذا العمل سواءً كان مثلاًقيام ليل أو صيام أو قراءة قرآن أو علم أو دعوة أو غير ذلك، فعندما ترى أن التوفيقبيد الله لا تُعجب بنفسك.
سُئل أحد الحكماء: ما هو الشيء الذي لا يستغني عنهالإنسان في كل حال؟ فقال: توفيق الله، نعم فعلاً توفيق الله الإنسان لا يستغني عنهسواءً كان في الأمور الدينية أو في الأمور الدُنيَوِية، إذاً: هذا أول علاج أنكتجعل هذه عقيدة في قلبك بأن التوفيق بيد الله ليس بيدك و لا بحولك.
الوسيلة الثانية: تذكر نعمة الله جل و علا، دائماًحتى تنشغل بشكرها، ثلاث آيات ينبغي دائماً علينا أن نتذكرها عندما نقوم بأي عملصالح: أول آية: {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةً فَمِنالَلهِ}[النحل: 53]، من الله ليس منك، ومن أعظم نعم الله على عبده هيالنِعَمْ الدينية.
الآية الثانية التي يجب أن تتذكرها دائماً: {وَمَا تَوْفَيْقَي إِلَا بِاللهِ} [هود: 88]، اللههو الذي و فقك فتذكر نِعمَةالله في ذلك.
الآية الثالثة: {وَلَوْلَافَضْلُ اللهِ عَلَيْكُم وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدَاًوَلَكِنَّ اللهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ} [النور: 21]، فإذاً أنت وفقتلتزكية نفسك، و وفقت إلى الأعمال الصالحة، فعلم إنما هو بفضل الله و رحمته و كرمهعليك، و تذكر هذه النعمة، و اشكر الله عليها، حتى ربنا سبحانه و تعالى يزيدك منفضله و رحمته و كرمه.
أذكر هنا قصة جميلة سمعتها عن أحد الإخوة الصالحين،كان يستيقظ الساعة الواحدة في الليل ليقوم الليل، يقول أول ركعتين يصليها يحمدالله و يشكره على أن الله وفقه لأن قام في هذه الساعة، و كيف أن الله اِختاره منبين الملايين من البشر، [وأن] الله اِختارني و وفقني إلى أن قمت في هذه اللحظة،فهو يشتغل في هاتين الركعتين قبل أن يقوم الليل بحمد الله و شكره، ويقول هذا الأخ:و الله وجدت الثبات على عبادة قيام الليل، و وجدت البركة و الإعانة و التوفيق والتسهيل لهذه العبادة؛ لأنه حمد الله و شكره على التوفيق على هذه العبادة.
أضرب لكم مثال كيف أن الإنسان عندما يتذكر نعمةالله عليه لا يُعجب بعمله: لو أن شخصاً كل شهر يعطيك مليون، وأنت في كل يوم تخدمهلنقل ساعة واحدة فقط، ما هي نسبة هذه الخدمة بنسبة أجر المليون الذي تأخذه منه؟ لاشيء، فأنت تستصغر هذا العمل، و تقول: ما هذا العمل! ساعة كل يوم! و هذا الرجل كلشهر يعطيني مليون، هذا العمل و لا شيء، أنا أستحيي و أخجل من هذا السيد و هذاالمُعطي الذي أعطاني ، و أنا ما خدمته و ما عملت شيئاً [يُذكر]، كذلك ربنا جل وعلا -ولله المثل الأعلى- كم يعطيك من النِعَمْ التيلا تعد ولا تحصى مقابل كم ساعة تعبده في كل يوم، مع أن هذه العبادة التي نقوم بها،فيها من الخلل و النقص و العيب ما الله به عليم.
السبب الثالث: من أسباب كسر العجب في قلب العبد هو"الخوف من عدم قبول الأعمال"؛ لأن الله جل و علا قال: {إِنَّمَا يَتَقَبّلٌ اللهُ مِنَ المُتَقِيْنَ} [المائدة:27]، فتقول: أنا - والله المستعان- لست من المتقين، فتبدأ تنشغل بأن تدعوالله، وتقول: أنا لماذا أُعجب! هل تقبل مني هذا العمل أم لم يُتقبل؟ فتنشغلبالدعاء.
أحياناً تجد بعض الناس ليس عنده الخوف من عدمالقبول، و الدليل على ذلك: أنه لا يكثر من الدعاء، فالإكثار من الدعاء بأن يتقبلالله أعمالك؛ فهذا دليلٌ على أن عندك خوف، أما الإنسان الذي لا يكثر من الدعاء بأنيتقبل الله أعماله؛ هذا دليلٌ على أن ليس عنده خوف من عدم قبول العمل.
محمد بن المنكدر أحد الصالحين بكى عند الموت، فقيلله: ما يبكيك؟، قال: "تذكرت قول الله جل و علا: {وَبَدَالَهُمْ مِنَ اللهِ مَا لَمْ يَكُوْنُوا يَحْتَسِبُوْنَ(47)} [الزمر]، فأخشىأن يبدو لي من الله ما لم أكن أحتسبه"، يعني أنا كنت أظن أن الله تقبلطاعاتي، و إذا أتيت يوم القيامة بالطاعات؛ [فإذا هي] ما تُقبلت أو بعضها ما تُقبل.
أيها الأحباب الكرام، نحن نحسن الظن بربنا تبارك وتعالى، و لكن نُسيء الظن بأنفسنا؛ لأن النبي -صلى الله عليه و سلم- قال كما جاء فيصحيح مسلم من حديث جابر بن عبد الله قال: "لايموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل"، فنحن نحسن الظن بربنابأنه يتقبل أعمالنا، و أنه يغفر ذنوبنا، و لكن نُسيء الظن بأنفسنا.
آخر علاج من علاج العجب هو "تذكرالخاتمة"، فأنت لا تدري -يا عبد الله- هل يختم لك بخاتمة حسنة أم بخاتمةسيئة؟ و كم سمعنا عن بعض الأخيار أو بعض العلماء أو بعض المجاهدين و الصالحينكانوا على خير سنوات، ثم بعد ذلك - و العياذ بالله- باع دينه بعرض من الدنيا قليل،قال -صلى الله عليه و سلم-: "إنَّما الأعمالُبالخواتيمِ".
يذكر عن الإمام أحمد -رحمه الله- قصة معروفةمشهورة، أنه جاءه الشيطان عند موته، فقال للإمام أحمد "فُتَنِي يا أحمد،فُتَنِي يا أحمد"، قال الإمام أحمد له: "لا لا، بعد خروجالروح"،[فأراد الشيطان] أن يأتي الإمام أحمد [من باب] العجب و الغرور، بأنهما استطاع عليّ، فيرسب في الامتحان، فقال الإمام أحمد -وهذا توفيق من الله- :"لا لا"، يعني: لما تخرج الروح، فعلاً [في تلك اللحظة] فتَه الإمام.
حُدثت عن قصة عجيبة في هذا العصر -هي باختصار شديدحتى لا أطيل عليكم القصة- عن رجل صاحب تاكسي،و كان هذا الرجل يشرب الخمر و عنده منالذنوب و المعاصي، و الآن لعل بعض الناس [إذا] رأى شخصاً صاحب تاكسي يمكن يزدريه ويستحقره، و ما يدريك لعل هذا الشخص من أهل الجنة و أنت من أهل النار؟ و ما يدريكلعل هذا الشخص يختم له بخاتمة حسنة و أنت تختم لك بخاتمة سيئة؟ و ما يدريك -يا عبدالله- أن هذا الشخص من الذين رضي الله عنهم و هو من المقبولين عند الله و أنت منالممقوتين عند الله؟ انظروا في قصته، فقط قبل موته تقريباً بأيام أو بشهر، أراد[الله أنه] سمع عن إخوة و عن شباب يريدونأن يذهبوا إلى العراق للجهاد في سبيل الله و طلباً و حباً في الشهادة في سبيلالله، فقال: لا بد أن أذهب معكم، [فقالوا:] يا رجل، كيف تريد أن تذهب معنا و أنتصاحب ذنوب و معاصي، و هنا نقف وقفة نقول: لا نُقَنط الناس من رحمة الله، و لانُغَلق الأبواب على الناس، بل نقول كما قال الإمام ابن تيمية -رحمهُ الله-:"إن أفضل دواء لأصحاب الذنوب هو الجهاد في سبيل الله"، المهم الرجل قال:لابد أن أذهب معكم، قالوا: خلاص ما دام أنك مصمم تذهب للجهاد، سبحان الله يا إخوةتصوروا خلال شهر واحد من أول ما دخل إلى العراق، أكرمه الله بالشهادة في سبيله،سبحان الله خلال شهر من أسفل سافلين إلى أعلى عليين، فلا تستحقرن أحداً، و لا تقلهذا شارب خمر، و هذا صاحب معاصي، و مايدريك لعل الله يتوب عليه قبل أن يموت بشهر أو بأسبوع، ثم الله يوفقه للتوبة،فتنقلب حياته 180 درجة.
نختم بهذا الحديث عن أبي هريرة أن النبي - صلى اللهعليه و سلم- قال: "كان رجلان في بني إسرائيل متؤاخيين، فكانأحدهما يذنب، والآخر مجتهد في العبًادة، فكان لا يزال المجتهد يرى الآخر على الذنبفيقول: أقصر، فوجده يوما على ذنب فقال له: أقصر، فقال: خلني وربي أبعثت عليرقيبًا؟ فقال: والله! لا يغفر الله لك – أو لا يدخلك الله الجنة!– فقبض أرواحهما، فاجتمعا عند رب العالمين، فقاللهذا المجتهد: كنت بي عالماً، أو كنت على ما في يدي قادراً؟ وقال للمذنب: اذهبفادخل الجنة برحمتي، وقال للآخر: اذهبوا به إلى النار".
فيا عبد الله، فأنت تقول لنفسك أنا لماذا أعجب والله أعلم بخاتمتي! الله أعلم هل تقبل الله أعمالي أو لم يتقبل الله أعمالي؟ لماذاأنا أُعجب و النِعَمْ كلها بيد الله! لماذا أنا أعجب و التوفيق كله بيد اللهسبحانه و تعالى! عندما تتذكر هذه الأربعة الوسائل والأسباب بحول الله و بقوتهينكسر عندك هذا المرض الخطير (مرض العجب)، الذي قال عنه الإمام ابن القيّم -رحمهُ الله-: "إن من أسباب حبوط العمل العجب".
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أنيطهر قلوبنا من هذه الأمراض و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.