مرض الجذام -الحد من الاصابه بمرض الجذام
مرض الجذام من الأمراض الخطيرة المعدية التي ظلت على مر العصور تمثل أداة قلق للشعوب ولقد اكتشف العالم النرويجي " هانس " عام 1974 الميكروب المسبب لهذا المرض وسماه ببسيل الجذام وهذا الباسيل من نفس فصيلة الباسيل المسببة لمرض السل .
ومن يوم إكتشاف هذا الميكروب عكفت الدوائر الطبية العالمية على إكتشاف العلاج المناسب له وتكفل هذه الدوائر أن تتمكن البشرية من السيطرة على هذا الرمض قبل عام 2000 ميلادية وتقدر عدد المرضى بمرض الجذام بنحو 15 مليون حسب تعداد هيئة الصحة العالمية ويقدر إنتشاره في مصر بنسبة 1% من سكان مصر .
أسباب إنتشار هذا المرض
يعتقد بعض الباحثين أن مرض الجذام ينتشر في المناطق التي ينخفض فيها المستوى الإقتصادي والإجتماعي للسكان ويعللون ذلك لإختفاء المرض في البلاد المتقدمة إقتصاديا وإجتماعيا مثل أوربا الغربية – الولايات المتحدة الأمريكية وإنتشاره في دول العالم الثالث .
ويعتقد البعض أن والوراثة لها دور كبير في نقل هذا المرض ويرى البعض أيضا أنه يكثر في المناطق الحارة والمساكن غير الصحية والذي نعتقده من ملاحظتنا للمرض أن سبب الإنتشار يكمن في أن هؤلاء المرضى ينبزون عن المجتمع إما إشفاقا على أنفسهم من نظرات المجتمع لهم . إما خوفا من إصابة غيرهم من الناس بمرضهم ، ويؤدي هذا الإنعزال إلى تزاوجهم لبعضهم البعض وتكون النتيجة أن من ينجبوه من الأولاد إستعدادا للإصابة بهذا المرض نتيجة العدوى وتمثل ظاهرة هذا الزواج 40% ولهذا نجد أن المرضى مركزين في أماكن معينة بحيث نجد الأسرة بها ثلاثة أو أربعة أفراد مصابون بهذا المرض ، وعلى أي حال فإن هذه الظاهرة تحتاج إلى دراسة مستفيضة من جانب الخبراء .
طرق إنتقال العدوى
ينتقل المرض عن طريق الجلد وعن طريق إفرازات الأنف وخطر العدوى يكمن عادة في المريض الذي يخفي مرضه ولا يتقدم للعلاج .
طبيعة مرض الجذام
الجذام مرض يصيب أساسا الجلد والأعصاب وتشبه أعراضه أعراض كثيرا من الأمراض الجلدية والعصبية – بالنسبة للجلد – يظهر على شكل بقع باهتة اللون وعقد جلدية وإرتشاحات بالجلد يختلف شكلها وعددها بحسب نوع مرض الجذام .
أما الأعراض العصبية فتكون نتيجة إصابة الأعصاب الطرفية وينتج إختلال في الإحساس مثل فقد الجلد للإحساس بالحرارة والبرودة واللمس والألم وقد يحدث شلل لبعض العضلات وقد يصيب الجذام العين واي مكان آخر في الجسم ما عدا المخ والنخاع الشوكي ومعظم الناس لديهم مناعة ضد هذا المرض ومن لا مناعة له يظل حاملا للمرض مدة تتراوح من 3 إلى 5 سنوات ، ولهذا فهو يمكن إكتشافه مبكرا والقضاء عليه في فترة الحضانة .
ويمكن لمريض الجذام أن يشفى تماما من المرض إذا اكتشف في مرحلة مبكرة وواظب على العلاج – لكن التشوهات التي تتبع عن المرض لا تضيع بل تبقى كما هي :
ومن أهم الأدوية المستعملة في مصر – الدابسون – اللامبرين – الريفاميسين والإتجاه الحديث وصف علاج مشترك يتكون من أكثر من دواء واحد .
ومع إكتشاف العلاج أصبح الإتجاه إلى الإقلال من إنتشار مستعمرات الجذام والعلاج بالعيادات الخارجية .
سياسة مكافحة الجذام
ترتكز على قواعد أساسية هي :
1- التوعية الصحية لمرضى الجذام والحقائق العلمية الحديثة المتعلقة بأسباب المرض وعلاجه وإنتشاره .
2- الإكتشاف المبكر للحالات لمنع حدوث مضاعفات للمريض وللحد من إنتشار العدوى في المجتمع .
3- العلاج المنتظم بالأدوية الفعالة ولمدة كافية حتى يشفى المريض تماما .
4- الرعاية الإجتماعية لمرضى الجذام وأسرهم .
الموقف الحالي تجاه المشكلة
يتلخص في أمرين :
1- عدم التركيز على الجانب العلاجي وإتخاذ كافة السبل للقاضاء على المرض بالقدر الفعال الحاسم .
2- عدم التركيز على الجانب الإجتماعي علما بأنه لا يقل أهمية عن الجانب العلاجي بل يتضافر معه للقضاء على المرض .
كيفية الحد من الإعاقة نتيجة الإصابة بمرض الجذام
1- ضرورة تحجيم مشكلة الإصابة بهذا المرض من حيث معرفة عدد المصابين على وجه التحديد وأماكن إقامتهم التي كانوا يشتغلونها قبل الإصابة بهذا المرض ويأتي هذا عن طريق قيام كل محافظة من خلال تعاون مشترك بين مستشفي الجذام بالمحافظة وجمعيتي رعاية مرضى الجذام وأصداقاء المرض بالمحافظة وأجهزة الحكم المحلي بكل محافظة ، بعمل مسح شامل للقرى والمدن بكل محافظة لمعرفة المصابين بهذا المرض وتقديم العلاج المناسب لهم حتى يتم وقف إستمرار المرض في الفتك بالمصابين به وعدوى الأفراد الأصحاء المخالطين لهؤلاء المرضى بهذا المرض .
2- ضرورة أفراد مادة خاصة بهذا المرض بكليات الطب يدرس فيها هذا المرض بتوسع حتى يتمكن الأطباء من إكتشاف المرض بسهولة ومن المعروف حاليا أن هذا المرض يدرس في كليات الطب فيما لا يتجاوز صفحات قليلة ضمن مادة الأمراض الجلدية ، وبشكل غير ملموس ، وجدير بالذكر أن الإكتشـاف المبكر لهذا المرض هو أهم عنصر للقضاء عليه تماما حيث حضانة المرض لا تزيد على ثلاثة سنوات في جسم المريض قبل الفتك به ، وكلما اكتشف المرض مبكرا كلما كانت فرصة الشفاء منه والحد من الإعاقة بسببه ممكنة وميسرة .
3- مرور تدريب أطباء الوحدات الصحية الموجودين بالريف على إكتشاف هذا المرض في مراحله المبكرة حتى يمكن الحد من الإصابة والإعاقة بسببه .
4- ضرورة عمل مراكز تأهيل مهني خاصة بمرضى الجذام لعمل الأطراف الصناعية المناسبة لهؤلاء المرضى بحيث يمكنهم العمل بواستطها يسهولة ومن المعروف أن هذا المرض تأثيره مباشر على الأطراف والأعصاب .
5- ضرورة عمل مراكز تدريب مهني لهؤلاء المرضى لتدريبهم على المهن التي يمكن لهم القيام بها في ظل إصابتهم بهذا المرض ومن الضروري إيجاد مراكز لتسويق منتجات هؤلاء المرضى .
إما عن طريق ذات مراكز التدريب التي يتدربون بها وإما عن طريق فروع جمعيات الأسر المنتجة بالمحافظة حتى يستمر هؤلاء المرضى في العمل ويندمجمون في الحياة العامة ومن المعروف أن المجذوم لو جلس يبيع إنتاجه بنفسه لن يجد من يشتري منه لأن الإعتقاد السائد بين الناس ( فر من المجذوم فرارك من الأسد ) وبالتالي فإننا نؤكد على ضرورة تسويق منتجات هؤلاء الأفراد عن طريق جهات مسيطة غيرهم حتى تزول هذه المعتقدات لدى الناس ويطمئنوا بأنه من الممكن الشفاء تماما من هذا المرض الخطير ، ولنا في مركز التسويق التابع لجمعية رعاية مرضى الجذام بالأسكندرية أسوة حسنة فهو يعتبر السبب الرئيسي في إستمرار هذه الفئة في الإنتاج .
6- ضرورة أفراد مساحة في وسائل الإعلام الجماهيرية مثل الإذاعة والتليفزيون عن توعية المواطنين بهذا المرض وطرق العلاج منه وحث الناس على التقدم للمستشفيات المختصة بالعلاج وتفهم طبيعة المرض وتبصير الناس بأن هذا المرض لا يكون خطيرا إلا في مراحله الأولى فقط حتى يفسح الناس مجالا لهؤلاء المرضى فيخالطونهم ويتعاملون معهم طالما قد أصبحوا أصحاء من هذا المرض ولا يخفى على أحد أن الأنواع التي تصيب من يصاب بهذا المرض وعدم التقدم للعلاج مرجعه أصلا عدم تقبل المجتمع لهؤلاء المرضى والفرار منهم وهذا ما يزيد المشكلة تعقيدا ويساهم في إنتشار المرضى يوما بعد يوم .
7- ضرورة تقديم يد العون والمساعدة للمصابين بهذا المرض سواء أثناء الإصابة بالمرض أو بعد الشفاء منه من الحكومة والجمعيات والمؤسسات الخاصة وكل مجهات الخير والبر والإحسان حتى يتمكن هؤلاء الأفراد من مواجهة ظروف الحياة التي يعيشونها ويعمل كل منهم على الحد من إعاقته على قدر تكفيه في العمل الجديد الذي يناسبه – ولا يخفى على أحد أن سبب الإصابة الرئيسي إنخفاض المستوى الإقتصادي والإجتماعي لهؤلاء الناس كما أن رفع مستوى معيشتهم يجعل الشفاء العاجل قريبا منهم وكلما أمكن الحد من الإعاقة وكلما تأخر العلاج كلما ضعف الأمل في الحد من الإعاقة الناتجة عن هذا المرض .