منتدى عالم الانترنت
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

السيف البتار لمن نسب لله اسم الستار

اذهب الى الأسفل

السيف البتار لمن نسب لله اسم الستار Empty السيف البتار لمن نسب لله اسم الستار

مُساهمة من طرف Admin السبت نوفمبر 10, 2012 12:49 pm

السيف البتار لمن نسب لله اسم الستار
بِسْمِ الْلَّهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيْمِ
أَوَّلاً :
سببُ طرحي لهذا الموضوعِ ما قامَ به أَحدُ الإِخوةِ الكرامِ من الحديثِ في
أَسماءِ الله ، حيثُ أَنَّهُ طرحَ قضيةً لا أَرى طرحها في مثل هذهِ
المنتدياتِ والتي أَغلبُ أَهلها من عوامِّ النَّاسِ ، فأَسماءُ الله
وصفاتهُ من القضايا العقديةِ والتي ضلتْ فيها كثيرٌ من الطوائفِ كالمعتزلةِ
، والرافضيةِ والكُرَّامية .. إِلخ

فقضيةُ اشتقاق ِصفاتهِ من اسمائهِ ، أَو اشتقاقُ اسمائهِ من صفاتهِ من
القضايا المتعلقةِ بذاتِ الله ، والتي أَرّشدنا إليها في كثيرٍ من آياته
البينات ِ.

وسأَضربُ لذلكَ أَمثلةً للتوضيح ، بينَ الإِسهابِ ،والإِطناب ِ، سالكاً
نهجَ السّلفِ الصّالحِ ، ملتزماً الكتاب َوالسُّنةَ ، ناقلاً أَقوال َ
أَهلِ العلم ِالمعاصرينَ والذينَ رسختْ أَقْدَامهم في العلمِ فلنْ أُصوِّرَ
الحقَّ في صورةِ باطلٍ ، ولا الباطلَ في صورةِ حقٍّ .
ثانياً : لا يصحُ اشتقاقُ الاسمِ مِن الصِّفَة ، والذي عليه عامةُ أَهلِ العلمِ أَنَّ الاسمَ يُشتقُ مَنه صِفَةٌ لا عكس َ.
فلا يصحُ اشتقاقُ اسمِ ( السَّتَّارِ ) مِن صِفَة " السِّتْر ِ" .
كما لا يصحُ اشتقاقُ اسمِ ( الْمَاكِرِ ) مِن صِفَة " المكر ِ" ، وهي صِفَةٌ ثابتةٌ لله عَزّ وَجَلّ .
ولا اسمُ ( الخادعِ ، ولا المخادِع ) مِن صِفَة ِ" الخدَّاعِ " .
وكذلك صِفَةُ الاستهزاءِ بالكافرينَ والمنافقينَ .
وكذلك صِفَةُ الكلامِ وصِفة ُالغضبِ ..إِلخ
ومَن قالَ باشتقاقِ الاسمِ مِن الصِّفةِ لَزِمَهُ أَنْ يُثبتَ هذا في الأَسماءِ ، وهذا لا يقول به أَحدٌ مِن أَهل السُّنة .
والعلماء يُثبِتونَ لله عَزّ وَجَلّ صِفَة َ( السِّتْرِ ، والسِّتِّيرِ ) ، ولا يُثبِتونَ اسمَ السَّتارِ.
وذلك لأَنَّ أَسماءَ اللهِ توقيفيةٌ ، لا يُسمّى اللهُ عَزّ وَجَلّ إِلاَّ بما سمى نفسهُ به ، وبِما سَمَّاهُ به رسولهُ .
قالَ الإِمامُ السَّمعانيُّ :
اعْلَمْ أَنَّ أَسماءَ اللهِ تعالى على التَّوقيفِ ، فإنه يُسَمَّى جَواداً ولا يُسَمَّى (سَخِيًّا )، وإن كان في معنى الجواد ، ويُسَمَّى رَحِيمًا ولا يُسَمَّى (رَقيقاً) ، ويُسَمَّى عَالِمًا ولا يُسَمَّى
( عَاقِلاً )
قال ابنُ القيِّم رحمهُ لله : يجبُ معرفةُ هذهِ الأمورِ :

أَحدُها : إِنَّ ما يدخلُ في " باب الإِخبار " عنه تعالى أَوسعُ ممَّا
يدخلُ في باب ِأَسمائهِ وصفاتهِ ، كالشيءِ ، والموجودِ ، والقائمِ بنفسه ِ،
فإنه يُخْبَر به عنه ولا يدخلُ في أسمائهِ الحسنى وصِفاته العلى .
فيقال : اللهُ موجودٌ ولايقال " موجودٌ " اسمٌ أَو صفةٌ لله !
والله قائمٌ بنفسهِ ولايقال " قائمٌ بنفسه" اسمٌ أَو صفةٌ لله !
ثالثا: أَنَّ الصفةَ إذا كانتْ منقسمةً إِلى كمالٍ ونقص ٍلم تدخل بمطلقها في أَسمائه ، بل يُطْلَق عليه منها كمالها ، وهذا (كَالْمُرِيد) ، (والفَاعِل )، ( والصَّانعِ ) ،
فإِنَّ هذهِ الأَلفاظَ لا تدخلُ في أَسمائهِ ، ولهذا وَهِمَ مَن سَمَّاهُ
بالصَّانعِ عندَ الإِطلاق ، بل هو الفَعَّالُ لِمَا يُريد ، فإنَّ الإرادةَ
والفعلَ والصُّنعَ منقسمةٌ ، ولهذا إِنمَّا أَطْلَقَ على نفسه مِن ذلك
أَكْمَلهُ فِعْلاً وخَبَرا .
رابعاً :
أَنَّه لا يلزمُ مِن الإِخبار عنه بالفِعل مُقَيَّدًا أَن يُشْتَقَ له منه
اسْماً مُطْلَقاً ، كمَا وَهِمَ فيه بعضُ المتأخرينَ ، فجعل َمِنْ أَسمائه
الحسنى (الْمُضِلَّ ) ، و( الفَاتِنَ ) ،و(الْمَاكِرَ )
، تعالى الله عن قولهم ، فإِن َّهذهِ الأَسماءَ لمْ يُطْلَق على الله منها
إِلاَّ أَفعالٌ مخصوصةٌ مُعَيَّنةٌ ، فلا يجوز أَن تُسَمَّى بِأَسْمَائهِ .
خامسا: في فتاوى اللَّجنة الدائمةِ للبحوثِ العلميةِ والإِفتاءِ في المملكة مانصهُ :

أَسماءُ اللهِ توقيفيةٌ ، فلا يُسَمَّى سبحانه إِلاَّ بما سَمَّى به نفسه ،
أَو سَمَّاه به رسوله ، ولا يجوزُ أَن يُسْمَّى باسْمٍ عن طريقِ القياس ِ،
أَو الاشتقاقِ مِن فِعْلٍ ونحوه ، خِلافا للمعتزلةِ والكُرَّاميَّة ، فلا
يجوز تسميتُه ( بَنّاءً )، ولا
( مَاكِرا ) ، ولا ( مُسْتَهْزئا ) ؛ أَخْذًا مِن قوله تعالى: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ) ، وقوله : (وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ) ، وقوله : (اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ)
، ولا يجوز تسميته: ( زارِعا) ولا ( مَاهِدا ) ، ولا ( فَالِقًا) ، ولا
(مُنْشِئًا) ، ولا ( قَابِلاً )، ولا (شَدِيداً ) ، ونحو ذلك ؛ أخْذًا مِن
قوله تعالى :
{أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ } وقوله: { فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ } وقوله: { أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ) ، وقوله تعالى : (فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى) ، وقوله : (وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ)
؛ لأَنها لم تُسْتَعْمَل في هذه النصوص إِلاَّ مُضَافةً ، أَوِ الإِخبار
على غير طريق التسمِّي ، لا مُطْلَقة ، فلا يجوز استعمالها إِلاَّ على
الصفة التي وَرَدَت عليها في النصوص الشرعية .
فيجب ألاَّ يُتَعَبَّد في التسميةِ إلاَّ لاسْمٍ من الأَسماءِ التي سَمَّى بها نفسه صريحاً في القرآن ، أَو سَمَّاه بها رسوله فيما ثبت عنه مِن الأحاديث .

وفيها أَيضا : سَمَّى الله نفسه بأَسماءٍ في مُحْكَمِ كِتابه ، وفيما
أَوْحَاه إِلى رسوله مِن السُّنةِ الثابتةِ ، وليس مِن بينها اسمُ ( الفَضِيل )
، وليس لأَحدٍ أَن يُسَمّيه بذلك ؛ لأَن أَسْمَاءَهُ توقيفيةٌ ، فإِنه
سبحانه هو أَعلمُ بما يَليق بِجَلاله ، وغيره قاصِر عن ذلك ، فمن سَمَّاه
بغير ما سَمّى به نفسه أَو سَمَّاه به رسوله فقد أَلْحَد في أَسمائه ،
وانْحَرَف عن سواءِ السبيلِ . انتهى
سادسا : صفاتُ اللهِ لا يجوز أَنْ يشتقَ منها أَسماءٌ للهِ فلا يشتقُ من صفة المشيئة اسمُ ( الشائي) ، ولا من صفة المجيء اسمُ ( الجائي ) ، ولامن صفة النزول اسم ( النازل )
فلايقالُ : يا جائي اغفر لي ، ولا يا نازل ارحمني ، ولا يا شائي وفقني ! .
والله تعالى أَعلم .
كُتِبَ بقلمِ أخيكم" أبي العباس " في الثاني والعشرينَ من رمضان لعامِ اثنينِ وثلاثينَ وأربعِ مائةٍ وأَلفٍ من الهجرةِ
وصلى لله على نبينا محمدٍ

Admin
Admin

عدد المساهمات : 2394
نقاط : 7024
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 09/11/2012
الموقع : https://koolsheaa.arabepro.com

https://koolsheaa.arabepro.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى